أن تكون فانيا: الطب وما الذي يهم في نهاية الأمر

باختصار، أفضل كتاب هذا العام! مؤلم جدا ولكن واقعي وعميق.

لو كان بيدي القرار لجعلته إلزاميا لأي دارس للطب، بل وأحد أهم الكتب التي يجب أن يقرأها أي شخص يجد نفسه في مواجهة أسئلة الحياة والموت له أو لأحبابه.

أتول جاواندي، طبيب جراح وابن لطبيبين، يطرح أهم سؤال للحياة والموت: عندما تكون في مواجهة مرض عضال لا شفاء منه، هل تكافح حتى آخر رمق؟ أم تتوقف عن الصراع وتلتفت لما هو فعلا مهم. ثم ما وظيفة الطب؟ هل هي لإطالة العمر أم لتحسين جودة الحياة؟ هي سرق الطب منا قدرتنا على الموت؟

مررت شخصيا بهذه الأسئلة وأنا أرى أخي يستسلم للسرطان حتى توفي على سرير مستشفى في بانكوك على بعد 5000 كم عن أحبابه الذي لم يرهم لأكثر من عام. هل كان الأمر يستحق ما حدث؟

الكتاب لا يكتفي بطرح الأسئلة بل يقدم حلولا أكثر إرضاء لمن يصلون لمفترق الطرق، مثل الرعاية التلطيفية التي تركز على تخفيف الألم أكثر من محاولة العلاج، أو الرعاية المنزلية، أو نظام “هوسبيس” الذي يهدف لتحسين جودة الحياة لمن يعيشون آخر أيامهم. والأمر المفاجئ أن هذه النماذج لم تحسن من جودة الحياة فحسب بل في لعض الأحيان أطالتها أفضل من التدخلات العلاجية.

إحدى أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها الطبيب (والجميع بطبيعة الحال) هي كيفية التعامل مع النقاشات الصعبة لإبلاغ شخص ما بأنه مصاب بمرض عضال. هل تعرض عليى المريض “الحبة الزرقاء” تقول له إنها أمله الوحيد؟ أم تسأله إذا كان يريد الحبة الحمراء أو الزرقاء وتركه يختار؟ أم تخبره عن كل واحدة، ثم تسأله ما الأشياء المهمة فيي حياته؟

قبل أن تقرأ الكتاب تابع حوار المؤلف في الفيديو أدناه.

بواسطة Badr Al Jahwari