متخصصون أم شموليون؟

image_e51ab364-601f-4ce1-933b-9c8d7487ed3420190730_124619

في الوقت الذي يسارع العالم فيه للتخصص الدقيق في شتى المجالات، يعتقد الجميع أن أفضل طريقة لمواكبة هذا التسارع هو التخصص مبكرا وبأسرع وقت. لكن لديفيد إبستين رأي آخر.

في كتابه “النطاق: لماذا ينجح الشموليين في عالمٍ متخصص” يرى إبستين أن التركيز على جوانب معرفية دقيقة يصنع أفرداً متخصصين في تلك الجوانب، ولكنهم سرعان ما يفشلون خارج سياقاتها. ويرجع هذا لأنهم تعودوا على البيئة “الطيبة” ذات الحدود المعروفة، ولكن بمجرد أن تصبح هذه البيئة “شريرة” بلا قوانين واضحة، يجدون أنفسهم بلا مهارات قابة للنقل تساعدهم لمواجهة هذا “الشر” المحدق بهم.

فالأفراد متعددي الشغف، متعددي التوجهات المهنية، الذين يعشقون التجربة ولعب دور الهواة، يكونون “نطاق” من المهارات والمعارف تسمح لهم للوصول لآفاق لا يمكن لأي متخصص الوصول لها.

شخصيا، أجد الكتاب يقدم فكرة منطقية وقوية، وبأسلوب سردي متقن جدا، إلا أنه في كثير من أجزائه يبالغ في التنظير، ويحاول تطبيق نظريات على وقائع يمكن تفسيره بعدة طرقة مختلفة بل ومتناقضة. كما أن بها الكثير من التفاصيل التي تكون أحيانا طويلة جدا وأحيانا لا علاقة لها بصلب الموضوع، فصفحاته ال350 كان يمكن اختزالها في 200 أو أقل.

مع ذلك، كتاب ممتاز، خاصة لشخص مثلي هو بعد كل البعد عن موضوع التخصص – بالعربي – بتاع كله 😊

بواسطة Badr Al Jahwari