مذ تأسست اللجنة الوطنية للشباب بالمرسوم السلطاني 117/2011 والأسئلة تنهال حول آلية اختيار الأعضاء، خاصة أن المرسوم أتى في وقتٍ كان فيه للشباب العماني الدور الأبرز في الحراك الثقافي والاجتماعي وأيضا الاقتصادي، وكانت هناك أسماء لامعة يكاد لا يختلف شخصان على أنها ستكون ضمن اللجنة لا محالة، بل وظن الكثير أن الأعضاء سيتم انتخابهم، ولكن ما أن تم الإعلان عن الأسماء – بعد 11 شهرا من المرسوم – حتى بدأ وابل الانتقادات ينهال من كلّ حدبٍ وصوب، إذ أن معظم – ولا نقول كل – أعضاء اللجنة غير معروفين في الساحة العمانية، وبالتالي استنكر السواد الأعظم من الشباب أن يتم تمثيلهم من قبل لجنةٍ كهذه.
بعد ثمانية أشهر من اختيار الأعضاء، ازدادت حدة النقد.. ماذا فعلت هذه اللجنة؟ هل كانت مجرّد أفيونٍ لتخدير فورة حماس الشباب في تلك الفترة العصيبة من تاريخنا العماني؟ شخصيا.. كنت أحد المتفاجئين من الأسماء، إلا أنني لا أستطيع انتقاد جهة لم أعمل معها ولم أر جهدها على أرض الواقع، لذا ارتأينا في إكسير (www. elixir-sohar.com) أن نضع يدنا بيد هذه اللجنة ليتسنى لنا فيما بعد أن نحكم على نواياها – وليس أداءها لأنه لا يمكن الحكم على أي جهة من خلال فعاليةٍ واحدة، وعليه فقد اقترحنا في إكسير إقامة ورشة للإبداع السينمائي في صحار على أن تكون اللجنة الوطنية للشباب الجهة الداعمة، وإكسير الجهة المنفذة.
لا نخفي عليكم أن اللجنة قد وفرت كل التسهيلات لإنجاح الفعالية من دعم مالي ولوجستي، إلا أن نقطة كانت حجر عثرةٍ في بداية العمل، وهي أن اللجنة باعتبارها جهة حكومية تفترض أن لها اليد العليا في كل شيء، وهذا ما رفضناه جملةً وتفصيلا. إذ على اللجنة أن توقن أن لها الشرف في العمل مع المبادرات الشبابية وليس العكس، وأن عليها هي أن تسعى لهذه المبادرات وليس العكس، فقد أثبت الشباب أنهم قادرون على إثبات أنفسهم خارج الأطر البيروقراطية، وإذا ما أرادت أن تتعاون مع هذه المبادرات فلتكن كلها على مستوىً واحد. وقد تفهّمت اللجنة مشكورةً هذه النقطة وأكدت على ضرورة وضع عبارة “اللجنة الوطنية للشباب بالتعاون مع إكسير” في كل منشور رغم أن العبارة ما زالت تشي بالفوقية، ولكأنها تذكرني بأبي سفيان الذي كظم غيظه وأقر بالإسلام على مضضٍ ثم قال لأبنائه: “يا بني أمية ! تلقفوها تلقف الكرة ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ، ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة”.
فضاءٌ أوسع 