نظرة أولى على جهاز Kindle Touch

وأخيرا وصل الـKindle. هذا الجهاز الذي أغضب الكثير من دور النشر لأنه بات يهدد مستقبل الكتب الورقية بميزاته الجبارة وسهولة الاستخدام، بالإضافة إلى التشكيلة الهائلة من الكتب التي يقدمها موقع Amazon.com بأرخص الأثمان. ما ستقرؤون ها هنا هي نظرة انطباعية لجهاز Kindle Touch بعد أقل من يوم واحد من الاستخدام. يجب أن أكون واضحا أن ما سأخطه هنا هو رأيي وحدي وقد يكون للكثيرين رأي آخر.

لنبدأ بتعريف مبسط عن الجهاز وكيف بدأ.

أطلقت أمازون أول جهاز كندل عام 2007 بسعر 400 دولار أمريكي، وهو قارئ إلكتروني يستخدم تقنية الحبر الإلكتروني التي تعطي أريحية للعين مقارنة بشاشات الـLCD. وقد حقق الجهاز نجاحا باهرا منذ أول إصدار إذ نفدت كمية الجهاز بعد أقل من ست ساعات من إطلاقه، ولم تستطع أمازون تلبية الطلبات المتزايدة عليه إلا بعد 5 أشهر من إطلاقه.  تعتمد فكرة الجهاز على شراء كتب إلكترونية من موقع أمازون بأسعار في متناول البد بالإضافة إلى أكثر من 40 ألف كتاب مجاني، ولا تستغرق عملية شراء الكتاب أكثر من دقائق معدودة يكون بعدها الكتاب في متناول القارئ.

في فبراير 2009 أطلقت أمازون الجيل الثاني من Kindle وكان من أكبر مميزاته خدمة text-to-speech التي تسمح للجهاز بقراءة الكتب الإلكترونية بالإضافة إلى ذاكرة 2 جيجا بايت تتسع لحوالي 1500 كتاب.  ومن ضمن الحملة الدعائية التي سبقت هذا الجهاز هو شراء أمازون لحقوق النشر الكاملة لعدد من الكتب منها رواية الكاتب الأمريكي ستيفين كينج UR التي لا تتوفر إلا على الكندل فقط.  وفي نوفمبر 2009 أصدرت أمازون تحديثا جديدا على الكندل يسمح له بقراءة ملفات PDF مما ضاعف في مبيعاته رغم سعره المرتفع وقتها. وبسبب الانتقادات على سعر الجهاز قامت أمازون بتخفيض سعره في يوليو 2009 من 400 دولار إلى 300 دولار ، وبعده بثلاثة أشهر انخفض سعره مرة أخرى إلى 260 دولار، وصاحب هذا التخفيض في السعر إطلاق النسخة الدولية International Version التي أضافت عددا أكبر من الكتب إلى إرشيف أمازون.

في يوليو 2010 أطلقت أمازون الجيل الثالث من kindle والذي لم يختلف شكليا عن الجيل الثاني ولكن جاء بإضافات تقنية بارز كالاتصال بشبكات الجيل الثالث 3G وإمكانية التواصل مع مكتبات أخرى لاستعارة الكتب منها، وأهم من هذا كله إضافة ميزة الشبكات الداخلية wifi  ليتصل الجهاز بأي شبكة لاسلكية موجودة في المنطقة.  كما تم تخفيض سعر الجهاز إلى 140 دولار، وأصبح هذا الجهاز فيما بعد يسمى بـKindle Keyboard  بعد أن أطلقت أمازون في أكتوبر 2011 ثلاثة أجهزة كندل جديدة.

جاءت هذه الأجهزة الثلاثة في وقت كان التنافس على أشده بين الأجهزة اللوحية بقيادة iPad2 وGalaxy Tab، لتأتي أمازون بثلاثة أجهزة بأسعار تنافسية. فالجهاز الذي أخذ اسم Kindle (الأول من اليمين في الصورة) جاء بسعر 79 دولار ثم جهاز Kindle Touch بسعر 99 دولار ثم الجهاز اللوحي Kindle Fire  بسعر 199 دولار. وحافظ الجهازين الأول والثاني على حجم الشاشة (6 بوصات) ولكن اختفت لوحة الأزرار لتقليص حجم الجهاز كما تمت مضاعفة الذاكرة الداخلية للجهاز بالإضافة إلى تحسين هائل في البطارية التي أصبحت تستمر قرابة الشهر.

أما الجهاز اللوحي Kindle Fire فيستخدم نظام Android 2.3 ورغم أن مميزاته لا تصل لما يقدمه iPad  او Galaxy Tab إلا أن سعره يجعله ندا قويا لهذين الجهازين.

الـKindle Touch بعد ساعة من استخدامه

حسنا.. نأتي الآن إلى الجهاز الذي بين يدي الآن Kindle Touch. سأحاول أن أضع المميزات والعيوب التي وجدتها في الجهاز بعد ساعة واحدة من استخدامه.

الإيجابيات

الجهاز صغير الحجم  لدرجة أنني يمكنني وضعه في جيب بنطالي، وخفيف أيضا فوزنه لا يتجاوز الـ220 جرام. مميزاته لا تختلف كثيرا عن الجيل الثالث من الكندل فبإمكانه الاتصال بأي شبكة لاسلكية في المنطقة كما يمكن تصفح “بعض” مواقع الانترنت من خلاله مثل المواقع الإخبارية والمدونات وشبكات التواصل الاجتماعي. ورغم أنه يستخدم تقنية الحبر الإلكتروني إلا أن خاصية اللمس جيدة.

هناك خاصية جديدة اسمها X-Ray والتي تسمح بسبر أغوار الكتاب كالبحث عن كلمة أو فقرة معينة، أو البحث عن معنى أي كلمة بلمسة واحدة، أو البحث عن معلومات إضافية عن أي فقرة في الكتاب.

السلبيات

أكبر عيب في الجهاز هو أنه لا يدعم ملفات PDF بكامل طاقتها، أي أنه يتعامل مع الملفات على أنها ملفات صورة لا أكثر، يمكن وضع علامات للصفحات bookmarks ولكن لا يمكن وضع علامات في النص annotations مما يسبب إشكالية لمن يحبون التعليق أو الكتابة على الحواشي، كما أن خاصية اللمس تعمل بطريقة مختلفة عن نظام الأجهزة اللوحية، فالانتقال من صفحة لأخرى لا يحدث عن طريق سحب الصفحة للأعلى أو لليمين (أو اليسار) وإنما بالضغط في منتصف الصفحة. هناك ثلاثة ضغطات أساسية. ضغطة في المنتصف تنتقل للصفحة التالية، وضغطة على الهامش الأيسر للانتقال للصفحة السابقة وضغطة في أعلى الصفحة لإظهار القائمة. حسنا ما المشكلة إذا؟ المشكلة هي في عملية التقريب zoom-in والتي يتحول نظام اللمس فيها إلى نظام الأجهزة اللوحية كفرد الأصابع للتقريب zoom-in وضمها للابتعاد zoom-out ولكن بالانتقال لهذا النظام يصبح التحكم فقط في الصفحة الحالية، أي أن نظام الانتقال في الصفحات تعطل. بمعنى آخر، لو كان ملف الـPDF يحتوي على صفحات تحتوي كل صفحة على صفحتين من الكتاب، كما هو الحال في معظم الكتب التي يتم نسخها بواسطة الـscanner فإن شكل الصفحة يكون هكذا.

نضطر حينها للتقريب (وهي ليست عملية سلسة مثلما هو الحال في الأجهزة اللوحية الاخرى) حتى نصل لوضعية مناسبة للقراءة، كهذا مثلا:

عندها نتحكم بهذه الصفحة ونحركها كيفما شئنا حتى ننتهي من قراءتها.. بعد هذا نضطر للعودة للوضعية الأولى (كما في الصورة السابقة) والانتقال للصفحة التالية، ثم إعادة عملية zoom-in وهكذا. عملية متعبة جدا إذا يستغرق الانتقال من صفحة لأخرى أكثر من 15 ثانية شاملة لعملية التقريب والابتعاد وتغيير الوضعية.

المشكلة الأخرى للجهاز هو انه يدعم اللغة العربية قراءة ولكنه لا يدعمها كتابة، ولكن نتوقع صدور تحديثات جديدة للجهاز تتوافق ومتطلبات المستهلكين من كل أنحاء العالم.

حاليا، لمحبي قراءة الكتب العربية، والتي تتوفر معظمها في صيغة PDF فإنني أنصح بالبحث عن نسخ تحتوي فيها كل صفحة PDF على صفحة واحدة من الكتاب، وأن يكون الهامش صغيرا مما يعطي حجما أكبر للنص وبالتالي نتفادى عملية الـzoom-in و الـzoom-out المتعبة.

كانت هذه نظرة أولية للجهاز، وسأقوم بوضع تحديثات أخرى بعد سبر أغوار هذا الجهاز الذي لا زلت أعتبره نقلة نوعية في عالم القراءة.

بواسطة Badr Al Jahwari

في حاجةٍ لفضاءٍ أوسع

منتديات؟ فيها الصالح والطالح.

تويتر؟ 140 حرف لا تكفي.

فيسبوك؟ ذاك شخص وهذا آخر.

بعد شدٍّ وجذب، وبعد ثلاثة مدوناتٍ ولدت خديجة وماتت رضيعة، قررت فتح هذا المدونة لسببٍ واحد لا أكثر: لأنني في حاجةٍ لفضاءٍ واسع أتنفس فيه كيفما شئت. هي مدونة شخصية، مواضيعها انطباعية سياسية، اجتماعية، اقتصادية، لغوية، أدبية، تقنية. هي وسيلة لتوثيق هذه الإشارات الدماغية التي تتردد وتختفي بدون أن تترك أثرا.

بواسطة Badr Al Jahwari